الأحد، 7 أبريل 2013

شذرات من كلام الباقر عليه السلام


شذرات من كلام الباقر عليه السلام


لقد ترك لنا الائمة الهداة كلمات من ذهب و توصيات علينا ان نهتدى بها فى حياتها منها ما قاله امامنا الباقر (عليه السلام). 
سلاح اللئام قبيح الكلام. 
الغنى والفقر يجولان فى قلب المؤمن فاذا وصلا الى مكان التوكل استوطناه. 
اذا أنعم الله عليك بنعمة فقل الحمدلله
و اذا حزنك امر فقل لا حول و لا قوه الا بالله العلى العظيم و اذا ابطأ عليك الرزق فقل استغفرالله.

اعرف المودة فى قلب أخيك بماله فى قلبك. 
انما شيعة علىّ المتباذلون فى ولايتنا المتحابون فى مودتنا.

اياك و الكسل و الضجر فانهما مفتاح كل شر، من كسل لم يؤد حقاً و من ضجر لم يصبر على حق.

التواضع: الرضا بالمجلس دون شرفه، و أن تسلّم على من لقيت، و أن تترك المراء و ان كنت محقاً.

اربع من كنوز البر: كتمان الحاجة، و كتمان الصدقة، و كتمان الوجع، و كتمان المصيبة.

من لم يجعل الله له من نفسه واعظاً فان مواعظ الناس لن تغنى عنه شيئاً. 

 عالم ينتفع بعلمه افضل من سبعين الف عابد.

العلم والعلماء في كلمات الإمام الباقرعليه السلام

لقد واجه الإمام محمد الباقر (عليه السلام) العديد من التحديات الفكرية والثقافية، فتغلب عليها بجدارة بقوة العلم والمنطق، فلقد برز (عليه السلام) في العديد من المجالات الفكرية والنواحي العلمية، وفي ذلك يقول الشيخ المفيد رضوان الله عليه في الإرشاد:
 (لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) في علم الدين، والآثار، والسنة، وعلم القرآن، والسيرة، وفنون الآداب، ما ظهر من أبي جعفر الباقر (عليه السلام

فالإمام الباقر (عليه السلام) كانت لديه معرفة واسعة في كل هذه الميادين العلمية، ولا يعني ذلك بأنه لم يكن لديه إلا مجرد علم موسوعي –باصطلاحنا المعاصر- كأن يكون لديه معرفة في الكثير من المجالات والعلوم، ولكنها معرفة تخلوا من العمق والدقة العالية التي يتميز بها أهل الاختصاص عادةً. كلا، بل كان على العكس، فمن يراجع حياته العلمية يدرك جلياً بأنه كان متميزاً بغزارة علمه وبسعة معرفته وبتبحره في كل الأبواب العلمية التي طرقها وتحدث عنها، كعلم الفقه، وعلم الكلام، وعلم الحديث، وعلم التفسير، وغيرها من العلوم الأخرى، إذ تميز طرحه بالعمق والدقة معاً، ولذلك كان (عليه السلام) مرجعاً علمياً كبيراً لا يقارن به أحد من العلماء في زمانه، وتخرج على يديه الكثير من العلماء البارزين كـ جابر بن يزيد الجعفي، ومحمد بن مسلم الثقفي، وأبو بصير المرادي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن علي النعمان الملقب بؤمن الطاق وغيرهم. 
وبالإضافة إلى تميزه العلمي فإن الإمام الباقر (عليه السلام) لم يكن مجرد منظر يمارس تنظيراته من بعيد –من فوق البرج العاجي- دون أن يكون له أي احتكاك وتفاعل جدي بالمجتمع الذي يعيشه، كما نشاهد ذلك من بعض العلماء والمفكرين، بل نراه تحمل مسؤوليته وتصدى للانحرافات الموجودة في زمانه، فدخل في مناظرات وحوارات مع بعض الأطراف التي كان لديها بعض الانحرافات والإختلالات العقائدية والفكرية والأخلاقية كالزنادقة والغلاة والمفوضة والخوارج وغيرهم، كما كان (عليه السلام) يجيب عن التساؤلات والإشكالات التي كانت ترد إليه من العلماء ومن عامة الناس. 
ولهذا نستطيع القول أن الإمام الباقر (عليه السلام) كان في حياته كلها يقود ثورة علمية حقيقة، فهو من جهة وقف ضد كل ما يسهم في انحراف الأمة وانحطاطها، سواءً كان ذلك على شكل عقائد وأفكار ضالة أو سلوكيات منحرفة، والتي كانت تلقى الدعم والترويج من جهات مشبوهة أظنها ليست ببعيدة عن أصحاب السلطة والقرار السياسي آنذاك، ومن جهة أخرى تصدى (عليه السلام) لنشر المبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع. 
مهما يكن الأمر، فإنني في هذه المقالة سأقف على بعض كلمات ورؤى وأفكار الإمام الباقر (عليه السلام) في العلم والعلماء، لعلها تفيدنا إذا ما أردنا أن نتعلم أو نُعلم، ونحن ندرك أن هذه الأقوال والنصائح التي سنذكرها لم تأتي من إنسان عادي، بل جاءت من إنسان (عالم) بحجم الإمام محمد الباقر (عليه السلام).

الإمام الباقر (عليه السلام) والحث على طلب العلم

روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنه قال: ((تعلموا العلم فإن تعلمه جنة، وطلبة عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبذله لأهله قربة، والعلم منار الجنة، وأنس الوحشية، وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء، وعون على الضراء، وزين عند الأخلاء، وسلاح على الأعداء، يرفع الله به قوماً ليجعلهم في الخير أئمة، يقتدى بفعالهم، وتقتص آثارهم، ويصلى عليهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه). 

نلاحظ أن هذه الكلمات الرائعة تجيب على سؤال: لماذا نتعلم؟! كما يلاحظ عليها كذلك أنها لم تركز على العلم باعتباره مفيداً في الدار اللآخرة فقط، بل اشتملت على عبارات تؤكد أهمية العلم وفائدته الدنيوية أيضاً، فهو عبادة يؤجر عليها الإنسان، بالإضافة إلى كونه رفيق الخلوة ودليل على السراء وعون على الضراء وزين عند الأخلاء، وسلاح على الأعداء بحسب تعبير الإمام الباقر (عليه السلام).

 

الإمام الباقر (عليه السلام) وفضل العلماء

وروي عنه (عليه السلام) قوله: (عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد). وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): (والله لموت عالم أحب الى ابليس من موت سبعين عابداً).
وهنا قد يُطرح هذا السؤال: ما سر هذا التفضيل الذي للعالم على العابد؟! ويجاب عليه (عادة) بعدة إجابات منها أن العالم يستفيد من علمه الناس، أما العابد فهو المستفيد من عمله وعبادته دون غيره، أيضاً يُقال بأن السبب قد يكون بأن العالم يرتكز في أعماله على أساس معرفي بعكس العابد الذي ليس بالضرورة أن يكون كذلك، ولهذا فالعابد قد يلتبس عليه الأمر وربما لا تزيده كثرة السير إلا بعداً، بعكس العالم الذي لا تهجم عليه اللوابس كما في بعض الآثار.

وهناك رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قد يمكننا أن نستفيد منها لمعرفة سر تفضيل العالم على العابد، حيث يقول (عليه السلام): (لا يقبل عمل إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلته معرفته على العمل، ومن لا يعرف فلا عمل له)، فقد جعل الإمام الباقر (عليه السلام) العلم شرط لقبول العمل، ومن هنا فمن الطبيعي أن يفضل العالم على العابد غير العالم.

الإمام الباقر (عليه السلام) وآداب التعلم

 الإخلاص في طلب العلم:
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس اليه، فليتبوء مقعده من النار، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها

يتحدث الإمام الباقر (عليه السلام) في هذه الرواية عن مسألة مهمة جداً تواجه طلاب العلم، وهي مسألة حب الرئاسة، فالبعض منهم ربما يطلب العلم لطلب الرئاسة والزعامة، فنراه يباهي بعلمه العلماء، ويماري به السفهاء و... ليصل إلى الرئاسة، فهو ليس مخلصاً لله سبحانه وتعالى بطلبه للعلم، بل لديه أغراض دنيوية ومنافع شخصية يريد أن ينالها من خلال طلبه للعلم.

 حسن الاستماع
وعنه (عليه السلام): (إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه).
وفي هذه الرواية ركز الإمام الباقر (عليه السلام) على ثلاثة نقاط مهمة ينبغي فعلها عند التعلم أو الجلوس عند العالم (الأستاذ) وهي: أولاً: أن تكون أحرص أن تسمع منك على أن تقول. ثانياً: تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول. ثالثاً: لا تقطع على أحد حديثة. وهذه التوجيهات كثيراً ما تذكر في زمننا الحاضر وتعقد عليها الكثير من المحاضرات والدورات التدريبية، وهي تأتي تحت عناوين من هذا القبيل: فن الإستماع، كيفية الإستماع، فوائد الاستماع وغيرها من العناوين المشابهة.

 مذاكرة العلم

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (تذاكر العلم دراسة، والدراسة صلاة حسنة). وباعتقادي أن المقصود بالتذاكر هنا النقاش والحوار بين الناس المتعلمين في القضايا العلمية، وهناك رواية يمكن أن تؤكد هذا المعنى، فعن أبي الجارود قال: ((سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: رحم الله عبدا أحيا العلم قال: قلت: وما إحياؤه؟ قال: أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع)). كذلك هناك رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن (صلى الله عليه وآله وسلم) الرسول أنه قال: ((إن الله عزوجل يقول: تذاكر العلم بين عبادي مما تحيى عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري

 مفاتيح العلم
عنه (عليه السلام) أنه قال: ((العلم خزائن والمفاتيح السؤال، فاسألوا يرحكم الله فإنه يؤجر في العلم أربعة: السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم)).

وهنا نلاحظ أن الإمام الباقر (عليه السلام) يركز على أهمية السؤال باعتباره مفتاح لخزائن العلم، ويا ليتنا نعي ذلك وندركه جيداً، فالسؤال مهم جداً للتعلم، وهو مفتاح العلم الحقيقي، بعكس أسلوب التلقين التقليدي الذي لا يزال يحضى بشعبية كبيرة، وبالخصوص في أوساط بعض رجال الدين، لأن السؤال عند الكثير من رجال الدين هو مفتاح التشكيك والإنحراف والضلال وفقدان الإيمان، وهو جريمة لا تغتفر، وينبغي محاربته والوقوف بوجهه بشدة بحجة محاربة الإنحراف والضلال. نقول هذا الكلام ونحن نأسف كل الأسف على هذا الوضع !

 العمل بالعلم
عنه (عليه السلام): (إذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتتسع قلوبكم، فإن العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله قدر الشيطان عليه، فإذا خاصمكم الشيطان فأقبلوا عليه بما تعرفون، فإن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فقال له ابن أبي ليلى: وما الذي نعرفه؟ قال (عليه السلام): خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عزوجل).

ينبغي أن يفهم العلم على أساس أنه وسيلة للعمل، أو على أساس أنه الخطوة السابقة للعمل، فنحن نتعلم حتى نعمل بما نعلم، وليس من أجل حشو الذاكرة والمباهاة بهذا العلم أمام الناس، فالعلم ينبغي أن يكون مقدمة للعمل، لأنه لا خير في علم بلا عمل، لأنه بذلك ربما يكون مضراً بصاحبه بدلاً من أن يكون نافعاً له.
 
الإمام الباقر (عليه السلام) والحث على التعليم ونشر العلم

 عن الإمام الباقر (عليه السلام): (من علم باب هدى فله أجر من عمل به، ولا ينقص اُلئك من اُجورهم شيئاً ...)، و يقول(عليه السلام): (زكاة العلم أن تعلمه عباد الله). وعنه أيضاً أنه قال (عليه السلام): (إن الذي تعلم العلم منكم له أجر مثل الذي يعلمه، وله الفضل عليه، تعلموا العلم من حملة العلم، وعلموه إخوانكم كما علمكم العلماء).
وهذه الروايات نوجهها لأولئك العلماء المنطويين على أنفسهم، والذي لا يريدون الاحتكاك بالمجتمع سواءً كان ذلك بحجة عدم التأثير السلبي عليهم أو أي حجة كانت.

الإمام الباقر (عليه السلام) وصفات العالم

 
من هو العالم؟ وما هي صفاته؟ حول الإجابة على هذا السؤال نجد عدة روايات عن الإمام الباقر (عليه السلام) يوضح فيها الإمام (عليه السلام) بعض صفات العلماء، وسوف نذكر بعضها في التالي:


 الصفة الأولى: لا يحسد من فوقه ولا يحتقر من دونه:
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (لا يكون العبد عالماً فيما إذا صفت نفسه من الحسد الذي هو أعظم الآفات النفسية، فهو الذي يلقي الناس في البلاء ويجر لهم الخطوب، كما أن العالم لا يكون عالماً فيما إذا احتقر من دونه فإنه يتم عن انتفاعه بالعلم الذي يدعو إلى تكريم الناس، ومقابلتهم بالأخلاق الرفيعة فإن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وإذا تجرد العالم من هذه الظاهرة فقد شذ عن سنن الرسول وأخلاقه ولا يكون العبد عالماً حتى لا يكون حاسداً لمن فوقه، ولا محتقراً لمن دونه).

 الصفة الثانية: يزهد في الدنيا:
عنه (عليه السلام): (إن الفقيه حق الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله).

 الصفة الثالثة: البعد عن الجاه والسلطان
عنه (عليه السلام): (إذا رأيتم القارئ –العالم- يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص).

الإمام الباقر (عليه السلام) والقول من غير علم

وفي رواية سأل زرارة الإمام الباقر (عليه السلام) ما حق الله على العباد؟ قال (عليه السلام)" : (أن يقولوا ما يعلمون، ويقفون عند ما لا يعلمون). وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) يقول فيها: ((ما علمتم فقولوا: وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم إن الرجل ينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض)). وفي رواية ثالثة عنه (عليه السلام) يقول محذراً من الفتوى من غير علم: ((من أفتى الناس بغير علم، ولا هدى لعنته ملائكة الرحمن ولعنته ملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتواه

وفي الختام: أتمنى أن أكون قد وفقت لتناول بعضاً من كلمات الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في العلم والعلماء، كما أتمنى أن أكون قد وفقت أيضاً لفهمها الفهم الصحيح، وذلك لكي تفيدنا وتلهمنا وتسدد خطانا إذا ما أردنا أن نسير في خطى العلم والعلماء
































--
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق